Monday, October 28, 2013

أرجوحة !!













تجلس علي الأرجوحه في صمت وتبدأ بدفعها إلى الخلف ثم 


إلى الأمام وعند لحظة معينة ترفع قدميها عن



الأرض لتهتز الأرجوحة بمفردها 



لم تكن تطمع في أكثر من دفعة واحدة من يد طالما حملتها 


وهي صغيرة ولاعبتها وفجأة إختفت عنها وراء ضباب غامض 



تراكمت فوقه الحياة فأصبحت ذكرى باهتة


تتأرجح بصمت مستمعة لأزيز صدأ الارجوحة وتنظر بعينيها 



الواسعتين العميقتين للأطفال الآخرين يضحكون بملئ 


فيههم


تحاول جاهدة أن تفتح فمها لتبرز بعضا من أسنانها لتكون 


مثل بقية الأطفال ولكن فمها يقاوم وتتأجرح الإبتسامة على 


شفتيها الحمراوتين بخجل 


تعبث بنظراتها هنا وهناك محتفظة بتلك الإبتسامة المريضة 


على حرفي شفتيها مقاومة انفجار عينيها ببعض الحماقة 


المالحة وتزيد من دفعها للأرجوحة


وتتحمس بشدة وكأنها تسابق الريح ونتطلق بجناجين 



مكسورين فيالهواء القاتم حتى تعرقت يداها وشعرت 

بدوار
وأفلتت حديد الأرجوحة 

غدر بها الهواء فلم يحملها كما وعد وأطاح بها أرضا وسقطت 


على ركبتيها فتشقق جلدها الناعم عن قطرات الدم فتألمت 


ألم شديد كاد أن يفجر جسدها


لم تعلن عن هذا الألم وكتمت صرخاتها ونظرت حولها ثم 


قامت تجرجر خيبة أمل ثقيلة وقلب ينزف دما من جرح لن 


يلتئم ورحلت حتى أخفاها الصمت