Thursday, July 22, 2010

اسطورة

الأمر أكبر من أن تكون مجرد روح إنطفأ نورها ....والأمر أسوأ من أن تكون مجرد حكاية تلوكها الألسنة
تحتفظ بها قلوب الصغار قبل الكبار

فالبداية كانت بسيطة غير معقدة يعيشها كل إنسان غير عابئ بالرؤيا الكبرى للأمور
يشقى من أجل أسرته لكى يفسح لها مكانا على سطح الحياة

تضم فتاة لم تتخط من السنين إلا قليلا

وبها من البراءة ما يكفى ........ لتميل الرؤوس وتصدر الشفاة تأوها بالإعجاب


بها من الجمال الساحر ما يكفى ......ليجذب أنظار الآخرين

وبها من السذاجة مايكفى ....لتنخرط وراء الغرباء لمجرد علبة عصير دون أن تسأل :- إلى أين ؟؟؟؟

حتى الخيال لم يكن يجرؤ أن يحلم بفظاعة مأساة كهذه
ولكن الواقع دائما محمل بالكثير والكثير من المفاجآت الغامضة

عادت الفتاة لبيتها تلتف قدم حول الأخرى ...يسأل جسدها ....عقلها ...عما حدث ؟؟؟

فيقف عاجزا لفرط حماقة سذاجتة

تنظر بعيون تائهة لهم ....لم تنطق ببنت شفة وتحدثت الوقائع عن نفسها ....معلنة خرابا لانهاية له وإنتهاكا لا حد له



وتكلم الصمت يروى غروره ....وإنحصر الغضب مكتوما داخل الصدور .....حتى والدتها لم تطق حتى النظر لها أو تهدئتها بل كان الجهل سيد المكان

وبمرور الأيام وأحشاؤها الصغيره تنتفخ وتكبر خاطفة كل الأنظار والألسنة نحوها تقرر العار والإعدام لصاحبتها

فما عاد الباب يفتح ولا النوافذ

ومايبن مأساتها وألمها وتجاهل عائلتها مكثت تبكى فى ظلام سرمدى ....تتفاقم بداخلها رغبة عارمة بالإنتقام تذبح براءتها وتخلق منها إنسانا مضطربا يستلذ لسانه بمرارة القبح وينسى طعم حلاوة الحياة

إلى تراءى لها ضوء من بعيد ربما لايكون من بريق الأمل ولم يكن بذلك الوضوح والطمأنينة ولكنه كان الضوء الوحيد فى هذا الفضاء السرمدى


إنطلقت على إثره مخلفة وراءها كل تخبطات البشر ...إلى هذا البيت القابع فوق التلة
حامت حوله الكثير من الحواديت المشوقة المرعبة تروى تواريخ له عدة ولم يتأكد أحدا عما كان به حقا


دخلته دون خوف فما عاد يعرف لها طريقا ....ومكثت فيه ناذرة بأن تهجر البلدة جميعااا .....ولن تجعلهم يعرفون معنى للراحة ...وأقسمت أن تجعل من نفسها أسطورة

فكانت كل يوم تبرز على أعلى التلة تطلق أصواتا مزيجا من عويل النساء و عواء الذئاب
تسير مسلسلة فى الهواء لتدب فى آذان الجميع وتقلق مرقد طمأنينتهم وانتشر الخوف مصحوبا بالحكايات كالموجة عندما تضرب المياه بالحجر

وتناقلت الحواديت والخرافات ...بأنها لم تعد آدمية وأنها صادقت الذئاب ...وآنست العفاريت والجن
حتى أنهم تركوا لها امام بوابة البيت القرابين ليكفوا شرها

فالتفت بأحضان المجهول

فأصبح يغذى أسطورتها

حتى مع توالى السنين فوق السنين ظلت الأسطورة مدفونة تحت الأرض القاحلة ....محفورة على الأشجار الذابلة محملة بين ذرات هواء عفن الرائحة ......كل من يتنفسه يتداعى لمسامعه العويل الممزوج بالعواء ...فيدب فى قلبه خوف مصحوب بالألم والمرارة

وتستقر فى ذهنه الصورة المشوهة لفتاة صغيره كانت بها من البراءة مايكفى ...........................................................................